هل تسألنا يوماً عن الحيوانات ولماذا خلقت؟
يوجد الملايين من أنواع الحيوانات، ويوجد قرابة 800ألف نوع من الحيوانات لم يتم تحديدها، تنقسم وتعيش معظمها في البحار، والبعض الآخر في المياه العذبة، أما بالنسبة لليابسة فتضم العدد الأقل من أنواع الحيوانات المختلفة.
تختلف الحيوانات من حيث الحجم، إذ توجد حيوانات متناهية الصغر، وجسمها يحتوي عدد قليل من الخلايا، والبعض تزن العديد من الأطنان، مثل: القرش الأبيض.
وإذ اضفنا الإجابة الحقيقية للتساؤل المطروح؛ فهي خلقت للصناعات الجلدية، والفراء، وإنتاج الغذاء، والنقل، والعمل، وكذلك الصناعات الدوائية، ولأهميتها في التوازن البيئي.
ماذا يعني التوازن البيئي؟
هو حالة التعادل بين الكتل العليا والسفلى من القشرة الأرضية، كالتوازن بين البشر، والنباتات، بالإضافة للحيوانات وبيئتها، ويساهم التمثيل الضوئي في خلق بيئة تعمل على استقرار التعايش بين جميع الكائنات الحية.
فكيف ممكن أن تساهم الحيوانات في الحفاظ على هذا التوازن؟
كما نعلم أن الحيوانات تتغذى على النباتات فتمر بذورها من القنوات الهضمية بدون هضم، ولكن تحدث بها متغيرات تهيئها للإنبات فتنقلها الحيوانات اثناء ترحالها فتنبت في أماكن مختلفة، وتحفظ اكلات اللحوم بافتراسها اكلات الأعشاب حيث إن زيادة اكلها يؤدي لانقراضها وكذلك اكلات الحشرات تحفظ التوازن بين اعداد البقية.
كيف أعادت الذئاب الحياة إلى منتزه يلوستون الأمريكي؟
عاش منتزه يلوستون حالة من الدمار، بعد أن تم تصفية الذئاب من قبل السكان، وغيرهم من الصيادين، وموتهم ترك الفرصة إلى “الأيائل” وهي نوع يشابه الغزلان، للانتشار بكثرة والأمر الذي ترتب عليه اختفاء العشب، لأنه الغذاء الأساسي لها ولم تعد الحديقة تجذب الطيور.
مصلحة الأسماك والحياة البرية بالولايات المتحدة: وفقًا لـ “National Park Service”
في عام 1973، أدرجت المصلحة، بأن الذئب الشمالي الرمادي من الأنواع المهددة بالانقراض،لذا؛ تم اختيار 3أماكن ليعيش بها الذئاب، من دون التعرض للقتل، أو الصيد، وكان منتزه يلوستون أحد هذه الأماكن التي تم إطلاق العديد من الذئاب بها، وبعد مضي الوقت، عادت الطيور والحيوانات الأخرى بهذا المكان.
الخطر على الأفراد بسبب تواجد الذئاب:
لم تشكل الذئاب خطراً على السكان المقيمين بجانب المنتزه، لأنها من النوع الاجتماعي، وتعيش في جماعات في أنحاء العالم، فلا تهاجم الا الفريسة فقط، وللحذر أكثر والاهتمام، تم التنبيه على زوار المنتزه بعدم الاقتراب منهم أو محاولة صيدهم مرة أخرى، واتباع بعض النصائح لضمان سلامتهم، مثل: عدم ترك الطعام في الخارج خلال التخييم، والتأكد من عدم ترك الأطفال الصغار أمامهم بمفردهم، وكذلك معاملة الذئاب باحترام، وعدم الركض خلفهم، وإبعاد الكلاب عنهم.
الغذاء الرئيسي:
اعتمدت تغذية الذئاب في المنتزه على 90% من الأيائل، في فصل الشتاء، أما بالنسبة للصيف فتفترس الغزلان بنسبة 15%، وهذا ما جعل هناك توزان بالحياة البرية داخل الحديقة، مما أدى إلى ترك مساحة لنمو الأشجار مجددًا.
لماذا الذئاب؟
منذ عام 1995م إلى 2000م، كانت الأيائل تشكل 50% من طعام الذئاب، ومن عام 2001 وحتى 2007م، حدث تغيير في المنتزه وانضمت حيوانات أكثر، ولم تعد الذئاب تركز على الأيائل؛ لأن الحديقة أصبحت جاذبة لأنواع أخرى من الفرائس، وبعام 2015 وصل عدد الذئاب الموجودة إلى 108 ذئبًا، وبهذا تم إزالتها من قائمة “المهددة بالانقراض” في أمريكا،ولكن النسبة تقلصت في عام 2018 وأصبحت 83 ذئب وهو الأمر الذي أعاد القلق مرة أخرى للبلاد.
ولكن يا ترى ما سبب تقلص نسبة الذئاب وعدد الأيائل؟
انخفاض نسبة الذئاب جاء بعدة أمور، واولها العمر لأن متوسط عمر الذئب داخل الحديقة من 4 إلى 5 سنوات وخارجها من عامين إلى ثلاث، وكما ان أقدم ذئب عاش بالمنتزه وصل عمره إلى 12 عامًا ونصف، والأمراض هي من الأسباب الأخرى، فبين عام 2005 وحتى 2009، قد انتشر مرض منقول من الكلاب إلى الحديقة، أعقبه مرض التهاب الكبد المعدي والبوريتيلا وغيرها من الأمراض، ليتذبذب عدد الذئاب على مدار العامين الماضيين بين 83 و171 ذئبًا.
وقد قال دوج سميث عالم الأحياء في الحياة البرية أن المسؤول عن مشروع يلوستون وولف،
إن الحديقة بفضل الذئاب أصبحت موطنًا للعديد من الحيوانات الاخرى مثل القندس والسمور والصفصاف كما انها امتلأت بالأشجار والنباتات الجذابة مرةً أخرى، وساعدت أيضًا في بناء السدود والبرك الجديدة والشلالات وتخزين المياه وتوفير مياه باردة للأسماك بالإضافة الى وجود غذاء للطيور التي كان وجودها قد انعدم قبل سنوات، فهذه نتيجة لم يكن يتوقعها العلماء قبل قرار وضع الذئاب بالمنتزه.
وتسألنا التالي كيف لفنلندا تحوّل فضلات الحيوانات لطاقة كهربائية
من خلال المعرض الدولي للخيول في هلسنكي، تمّ جمع 100 طن من فضلات الحيوانات، وحملت في حاويتين كبيرتين لحرقها في منشأة يارفنبا للطاقة، حيث بات روث الحيوانات يشكل مصدرًا لتوليد الكهرباء النظيفة في فنلندا، وأدت هذه الكمية إلى توليد 150 ميغاوات من الطاقة، وهي تكفي لتزويد المعرض الممتدة فعالياته على مدار أربعة أيام بالكهرباء، وتم تأمين تدفئة منزلية في العاصمة الفنلندية، وفق شركة “فورتوم” التي أطلقت مبادرة “هورس باور” قبل خمس سنوات في فنلندا.
وصحيح أن روث الكلاب لا يزال يشكل نسبة ضئيلة من كمية النفايات، وتحرق يوميا بمقدار ألف طن، لكنه يساعد على إنتاج طاقة فعالة من حيث التكلفة، مع الانبعاثات المحدودة، كما تأمل شركة “فانتان إنرجيا” بأن تتخلّى عن استعمال الفحم في خلال سنتين من الوقت، وتستبدله بروث الحيوانات، وتؤكد الشركة أن الروث الذي يجمع يوميًا من حصانين اثنين تكفي لتدفئة منزل واحد طوال السنة.
ما هو ECO LABEL؟
هي شهادة أداء بيئي، يوضع على عبوات المنتجات، أو الكتالوجات الالكترونية، التي تساعد المستهلكين والمشترين من الشركات، على تحديد المنتجات بمعايير أداء بيئي، وتثبت أنها “مفضلة بيئيًا” بسرعة وسهولة.
ويمكن ان تكون العلامات البيئية المملوكة، أو مدارة، من قبل الوكالات الحكومية، أو منظمات حماية البيئة غير الربحية، أو مؤسسات القطاع الخاص.
التبريد ثنائي الطبقة، المستلهم من الطبيعة
التبريد السلبي (Passive Cooling) هو استخدام تقنيات في التبريد دون الحاجة للكهرباء.
أحد أشكال التبريد السلبي: التبريد بالتبخير؛ استخدمه الإنسان منذ زمن طويل قبل ظهور تقنيات التبريد الحديثة، ومن ضمن استعمالاته حفظ الأطعمة في الأواني الفخارية.
فالتبريد بالتبخير مثلًا، هو إحدى طرق التبريد السلبي، الذي استخدمه الإنسان منذ زمن طويل قبل ظهور تقنيات التبريد الحديثة ومن ضمن استعمالاته حفظ الأطعمة في الأواني الفخارية إذ كانت توضع آنية داخل أخرى، وبينهما طبقة من الرمل الرطب، وعندما يتبخر الماء من هذه الطبقة عبر الآنية الخارجية يترك الآنية الداخلية باردة، ومثل ذلك شعور المرء بالبرودة في يومٍ حار عندما يرش قطراتٍ من الماء على وجهه وحاليًا، يُستخدم الهلام المائي في بعض تطبيقات التبريد بالتبخير والهلام المائي عبارة عن مادة خفيفة ومسامية تنتمي إلى البوليمرات، يمكن أن تمتص حبيباتها كمية كبيرة من الماء وتحتفظ بها.
لكن فكرة الجمع بين التبريد بالتبخير عن طريق الهلام المائي ووجود طبقة عازلة بينها، كما تفعل الجمال وبعض الحيوانات التي تعيش في الصحراء، لم يتم تطبيقها من قبل في أنظمة التبريد التي صممها الإنسان، ويعود السبب الرئيسي في عدم التفكير من قبل في جمع هاتين المادتين هو أن هذا العمل يجمع بين مجالين مختلفين في علم المواد.
لكن الباحثين تغلبوا على هذا الحاجز من خلال الحصول على إلهامهم من الطبيعة.
ماهي محاكاة الإبل؟
تستخدم الإبل الغدد العرقية في إفراز العرق من أجل تبريد جسمها، كما تستخدم طبقة الفراء كمادة عازلة في تدفئة جسمها أثناء الليل وتنظيم درجة حرارته في النهار، فهذه الطبقة تساعد في المحافظة على درجة حرارة الجسم في الصحراء وبتطبيق النهج نفسه، طوَّر باحثون في معهد ماساتشوستس للتقنية في شهر نوفمبر 2020م، تقنية تبريد سلبية ثنائية الطبقة مستوحاة من طريقة بقاء الإبل باردة في الصحراء الحارة.
وتتكوَّن هذه التقنية من طبقتين، سماكة كل واحدة منهما 5 مليمترات، والطبقة السفلية هي عبارة عن هلام مائي (Hydrogel)، والطبقة العلوية هلام هوائي (Aerogel)، فيعمل الهلام المائي مثل الغدد العرقية عند الجَمَل، حيث يقوم بخفض درجة حرارة جسمه من خلال تبخر الماء، بينما تعمل طبقة الهلام الهوائي الموجودة في الأعلى مثل فراء الجمل العازلة للحرارة الخارجية، بينما تسمح لبخار الماء بالمرور، وبهذا تظل طبقة الهلام المائي باردة لفترة أطول.
وقد ظهرت اختبارات أن تقنية التبريد السلبي ثنائي الطبقة التي تستخدم الهلام المائي والهلام الهوائي معًا، قادرة على المحافظة على برودة المنتجات الغذائية، لمدة زمنية تفوق خمس مرات التقنيات أحادية الطبقة التي تستخدم الهلام المائي فقط..
فما هو الهلام الهوائي؟
يتكوَّن الهلام الهوائي في معظمه على الهواء بنسبة 99.8%، ومسامات بمقاييس نانوية، وتُعدُّ السيليكا المادة الرئيسة فيه كما يتميز بأنه مادة صلبة وخفيفة بالإضافة الى أن كثافته أقل من كثافة الهواء كما يمتلك موصلية حرارية منخفضة للغاية فهو أفضل في العزل الحراري بمقدار 39 مرَّة من الألياف الزجاجية العازلة، وأقل منها كثافةً بمقدار ألف مرَّة.
فشكَّلت هذه الخصائص الاستثنائية التي يمتلكها الهلام الهوائي مادة مهمة في التطبيقات الفضائية فقد تم استخدامه لعزل صندوق الإلكترونيات في مركبة (باثفايندر سوجورنر) وتتطلع ناسا إلى استخدام الهلام الهوائي في تطبيقات متعدِّدة في المستقبل مثل استخدامه في عملية التجميد أو البدلات الفضائية وكذلك هندسة كوكب المريخ ليكون صالحًا للسكن.
بعض التطبيقات الواعدة
من المتوقّع أن تساعد هذه التقنية جداً في تغليف المواد الغذائية وحفظها من التعفن والتلف أثناء تخزينها، ونقلها، وتوزيعها، إضافةً إلى حفظ الأدوية واللقاحات ولا سيما في الأماكن البعيدة أو المناطق التي لا يتواجد بها كهرباء.
وأوضح الباحثون القائمون على الدراسة أن أكثر من 10% من سكان العالم لا يزال لا يوجد لديهم كهرباء، وهذه التقنية سوف تساعدهم كثيرًا.
وظهر التبريد التبخيري كواحد من أكثر الحلول للتبريد السلبي الواعدة، ولكن قدراته محدودة لذا ستكون هذه التقنية ثنائية الطبقة واعدة بشكل أفضل.
فمن المعروف أيضًا أن الأنظمة الحالية تعتمد على الشاحنات أو مرافق التخزين المبرَدة في نقل وتخزين الأطعمة، لكن هناك فجوات أثناء التحميل والتفريغ قد تُحدث ضررًا نتيجة الارتفاع السريع في درجة الحرارة خاصة في حالة الأطعمة القابلة للتلف.